هل الذئبة الحمراء نوع من السرطان ؟

يتساءل الكثيرون: “هل الذئبة الحمراء نوع من السرطان؟”، نظرًا إلى القلق الكبير والخوف الشديد الذي يحتل قلوب الناس عند السماع بمرض السرطان والأمراض المشابهة له.

لذلك سنتحدث في مقال اليوم عن هذا المرض ونضع جوابًا لهذا السؤال المتردد كثيرًا عند كثير من الأشخاص.

ما هي الذئبة الحمراء؟

الذئبة الحمراء مرض مناعي ينتج عند مهاجمة الجهاز المناعي للأعضاء والأنسجة السليمة في الجسم، يتمثل هذا المرض بطفح جلدي في وجه المريض، ولكن يمكن للمريض التعايش مع المرض.

أنواع الذئبة الحمراء

أنواع الذئبة الحمراء
أنواع الذئبة الحمراء

تتعدد أنواع هذا المرض وتتنوع معه الأعراض التي يعاني منها المريض، حيث يوجد له أربعة أنواع، هي:

  1. الذئبة الحمامية: تعتبر من أخطر الأنواع؛ حيث أنها من الممكن أن تهاجم الجهاز المناعي، والقلب، والرئتين، والدماغ، والأوعية الدموية.
  2. ديسكويد جلدي: يعتبر ديسكويد جلدي أقل خطورة من الذئبة الحمامية؛ حيث تتوقف أعراضه على ظهور طفح جلدي في الجلد وعادةً ما يكون في منطقة الوجه والعنق وفروة الرأس.
  3. الذئبة الحمراء من استعمال الأدوية: تظهر أعراضها بسبب تناول المريض نوع معين من الأدوية، ولكن الأعراض تزول بمجرد التوقف عن تناول الدواء.
  4. الذئبة الوليدية: تصيب الرضّع حديثي الولادة، تتمثل أعراضها بطفح جلدي وفقر الدم أو قد تسبب مشاكل في الكبد، ولكنها تزول بعد مرور عدة شهور على إنجاب الطفل.

كما يمكنك قراءة أيضًا علاج التهاب الحنجرة في المنزل

الأعراض

تختلف أعراض هذا المرض من شخص لآخر وهذا ما يزيد الأمر تعقيدًا، كما أن شدة الأعراض تبدأ خفيفة ثم تزداد مع الوقت ولكن بشكل بطيء.

وعادة ما يتم استخدام مصطلح نوبات للأعراض حيث أنها تختفي لدرجة أنك تعتقد أنك شفيت تمامًا ثم تظهر من جديد بشكل قوي ومفاجئ، كما أنه يوجد بعض الأعراض الأكثر شيوعًا بين الأشخاص وهي:

  • الصداع الشديد طويل الأمد.
  • فقدان الذاكرة المؤقت أو الدائم.
  • كما يحدث جفاف العيون.
  • آلام صدرية شديدة
  • تأثر عملية التنفس تتمثل بصعوبة شديدة في التنفس.
  • كذلك تغير لون الأطراف إلى اللون الأزرق أو الأبيض وخاصة أثناء انخفاض درجة الحرارة وأثناء الإرهاق النفسي.
  • وجود بقع داكنة اللون في الجلد.
  • وأيضًا ظهور طفح جلدي في الوجه يشبه الفراشة يمتد على طرفي الوجنتين.
  • وجود طفح جلدي في مناطق مختلفة من الجلد.
  • كذلك الإرهاق والتعب الشديد.
  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
  • وأيضًا انتشار الآلام في المفاصل وملاحظة وجود تورم وتيبس فيها.

كما يمكنك قراءة فوائد البرقوق الأحمر وأضراره

أسباب هذا المرض

أسباب هذا المرض
أسباب هذا المرض

كما ذكرنا في بداية مقالنا أنه مرض مناعي ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للأعضاء والأنسجة السليمة في الجسم، ولكن هنالك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث هذا المرض، فمن هذه العوامل:

  1. الوراثة: يعتبر مرض الذئبة الحمراء مرضًا وراثيًا، لذلك فإن الأفراد الذين يمتلكون تاريخًا مرضيًا يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
  2. الجنس: إن النساء هم أكثر عرضة للإصابة به من الرجال وقد قيل أن هرمون الإستروجين يلعب دورًا مهمًا في ذلك ولم يتم إثبات ذلك علميًا بعد.
  3. العمر: تتراوح أعمار المرضى المصابين بهذا المرض بين الـ 15 و40 عامًا، ولكن لا يمكن استبعاد أي فئة عمرية من هذا المرض حيث إنه قد يصيب حديثي الولادة وكبار السن أيضًا.
  4. اللون: يعتبر هذا المرض من الأمراض التحيزية حيث إنه يصيب أصحاب البشرة السوداء بصورة أكبر من إصابته لأصحاب البشرة البيضاء.
  5. أشعة الشمس: إن التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشرة وخاصة الأشعة البنفسجية يؤثر بشكل كبير على الجلد، لذلك فإن أحد أسباب الإصابة بهذا المرض هي أشعة الشمس فوق البنفسجية.
  6. الأدوية: قد تحتوي الأدوية على مركبات تسبب خلل في الجهاز المناعي، مما يجعله يهاجم الأنسجة السليمة ولكن بمجرد التوقف عن تناول الأدوية ستختفي هذه الأعراض تمامًا.
  7. المواد الكيميائية: إن تعريض الجسم للمواد الكيميائية له أثر سلبي على صحة الجسم، كما أنه أحد أسباب الإصابة به.
  8. التدخين: لقد ثبت علميًا أن تدخين التبغ لسنوات طويلة يؤدي للإصابة بهذا المرض.

اقرأ أيضًا: نصائح بعد عملية المرارة بالمنظار أو جراحة عادية

هل الذئبة الحمراء نوع من السرطان؟

لا يمكن القول بأن الذئبة الحمراء نوع من أنواع السرطان، لذلك فإن جواب سؤال “هل الذئبة الحمراء نوع من السرطان؟” هو لا؛ بل يمكن القول أنه يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان مثل سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان عنق الرحم.

وقد أوضح الباحثون هذا الرابط بين الذئبة الحمراء والسرطان هو نوع الأدوية التي يتم وصفها للمريض، حيث إن الأدوية المثبطة للجهاز المناعي تزيد خطر الإصابة بالسرطان.

في حين أن باحثين آخرين أكدوا أن المرضى الذين أُصيبوا بالسرطان بعد إصابتهم بالذئبة الحمراء قد أصيبوا في المراحل الأولى قبل تعاطيهم أي نوع من الأدوية، لذلك لا يمكن نسبب السبب إلى الأدوية.

مرض الذئبة الحمراء والسرطانات

مرض الذئبة الحمراء والسرطانات
مرض الذئبة الحمراء والسرطانات
  • الذئبة وسرطان بطانة الرحم:

لقد أثبتت الإحصائيات أن النساء اللواتي أُصبن بسرطان بطانة الرحم تعرضن غالبيتهن للإصابة بالذئبة الحمراء من قبل، فعلى الرغم من عدم معرفة العلاقة الوثيقة بين المرضين ولكن لا يمكن إنكار وجود هذه العلاقة.

  • الذئبة الحمراء وسرطان عنق الرحم:

لا يمكن الجزم أن المسبب لسرطان عنق الرحم هي الذئبة الحمراء، ولكن لقد ثُبت علميًا وجود رابط بينهما، وقد تبين أنه غالبًا يعود السبب إلى أدوية تثبيط المناعة التي توقف عمل الجهاز المناعي عن محاربة الخلايا الخبيثة في عنق الرحم.

  • الذئبة وسرطان الرئة:

إن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بسرطان الرئة هم الأشخاص المدخنون والمصابون بالذئبة الحمراء، حيث تتساعد الذئبة الحمراء والتدخين لزيادة فرصة إصابة الشخص بأضرار في الرئة والقلب والأوعية الدموية، لذلك حفاظًا على صحتك أوقف التدخين من الآن، فهنالك العديد من الأشخاص الذين يعني لهم وجودك الكثير.

  • الذئبة وسرطان الثدي:

لقد انتشر سرطان الثدي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، كما أن النساء المصابين بالذئبة الحمراء هم أكثر عرضة للإصابة به.

  • الذئبة الحمراء والأورام اللمفاوية:

تزيد الأدوية المثبطة للجهاز المناعي من خطر الإصابة بالأورام اللمفاوية ولا تظهر هذه الأورام بشكل مباشر، فقد تظهر بعد 5 سنوات من تناول هذه الأدوية.

كما يمكنك قراءة أيضًا علاج النقرس السريع بالأعشاب بالأدوية نهائيا شامل

تشخيص الذئبة الحمراء

يصعب على الطبيب تشخيصها، حيث تختلف أعراضها من شخص إلى آخر، ومن الممكن أن تتشابه أعراضها بمرض آخر، ولكن بعد أن يقوم الطبيب بالفحص السريري ويطلب من المريض إجراء تحاليل البول والدم والبراز؛ ويقارن بينها ومع الأعراض سيتوصل الطبيب لتشخيصها بشكل صحيح.

عن طريق الاختبارات

كما بينا سابقًا أن تشخيصيها ليس بالأمر السهل، نظرًا لاختلاف الأعراض ولكن هنالك تحاليل تساعد على تشخيصها حيث تتضمن هذه التحاليل:

  • تعداد الدم الكامل:

إن تحليل تعداد الدَّم الكامل يبيّن عدد مكونات الدم؛ حيث يبين عدد الكريات الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية، حيث إن وجود نقص فيها يعد مؤشرًا على الإصابة بهذا المرض.

  • سرعة ترسب كريات الدم الحمراء:

يتم في هذا الاختبار قياس سرعة ترسب الكريات الحمراء ضمن الأنبوب خلال فترة زمنية محددة؛ حيث تشير سرعة الترسب إلى وجود عدة أمراض في الجسم والذئبة الحمراء أحد هذه الأمراض.

  • تحليل وظائف الكبد والكلى:

بما أن الذئبة الحمراء تؤثر بشكل سلبي على الكبد والكلى، لذلك لا بد من إجراء تحاليل للتأكد من سلامة الأعراض، والتأكد من عدم وجود أي خلل في وظائفها.

  • تحليل البول:

في حال ثبت تأثير الذئبة الحمراء على الكلى فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة معدل البروتينات والخلايا الحمراء في البول.

  • تحليل الأضداد:

الأضداد هي عبارة عن أجسام يفرزها الجهاز المناعي عند قيامه بمهاجمة الجراثيم والفيروسات، لذلك فإن ارتفاع معدل الأضداد في الجسم يشير إلى نشاط الجهاز المناعي، وبالتالي فإن ذلك سيكون من أحد خطوات الكشف عنها.

اقرأ أيضًا: كم عدد السعرات الحرارية في البطاطس المسلوقة؟

الإجراءات الطبية لكشف هذا المرض

في حال شك المريض بتأثيرها على القلب والرئتين فإنه سيُطلب منه إجراء الأمور التالية:

  • مخطط صدى القلب:

يكشف مخطط صدى القلب عن خطورة وجود أي مشكلة في الصمامات أو في شرايين القلب بحيث يتم استخدام موجات صوتية تبين معدل نبضات القلب بشكل دقيق.

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية:

تكشف هذه الصورة عن وجود أي سائل أو التهاب في الرئة.

لقد حاولنا أن نجيب في مقال اليوم عن سؤال “هل الذئبة الحمراء نوع من السرطان؟” وبينّا العِلاقة الوثيقة بين المرضين، آملين من الله دوام الصحة والعافية للجميع، دمتم بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *