التعايش مع حصوات المرارة هل يمكن ذلك؟
يعاني عدد كبير من الأشخاص من ترسبات حصوية أو رملية في المرارة تتراوح شدة خطورتها من حالة إلى أخرى، كما أن طرق علاجها تختلف من المسبب لها.
ولكن في الكثير من الأحيان يمكن التعايش معها دون الحاجة إلى علاج، لذلك سنوضح في مقال اليوم كيفية التعايش مع حصوات المرارة.
ما هي الحصوات في المرارة؟
هي عبارة عن ترسبات توضع ضمن المرارة، يختلف حجم الحصوات من حصوات صغيرة بحجم حبة الرمل ويطلق عليها الحصوات الرملية.
وحصوات أكبر حجمًا تشبه كرة الغولف يطلق عليها الحصوات البلورية، لا يمكن الجزم أن هذه الحصوات خطرة أو تسبب ضررًا على الإنسان، فقد يعاني الأشخاص من وجود حصوات دون الشكوى من أي عرض أو ألم.
أسباب حصوات المرارة
لا يوجد أسباب واضحة لتشكيلها، ولكن في كثير من الأحيان ينسب الأطباء السبب إلى أحد الأمور التالية:
- عدم تفريغ المادة الصفراوية بشكل صحيح: إن مهمة المرارة هو تخزين العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد إلى حين استخدامها في الأمعاء، ولكن في حالات كثيرة لا يتم تفريغ المرارة بشكل كامل؛ مما يساعد على ترسب الحصويات ضمنها.
- زيادة نسبة البيليروبين في العصارة الصفراوية: إن البيليروبين هو عبارة عن مادة يفرزها الجسم عند قيامه بتفتيت خلايا الدم الحمراء حيث يعتبر وجود هذه المادة ضروريا في الجسم ولكن في حال زيادة نسبتها عن الحد الطبيعي فإن ذلك ينعكس سلبًا على الأعضاء الداخلية، حيث يساعد على تشمع الكبد، وزيادة ترسب الحصويات في المرارة.
- زيادة نسبة الكوليسترول: إن العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد لها دور مهم في التخلص من كميات كبيرة من الكوليسترول، ولكن في حال كان مستوى الكوليسترول أعلى من مستوى العصارة الصفراوية فإن الكوليسترول الزائد سيتحول إلى حصويات تترسب في المرارة.
كما يمكنك قراءة: ترنتال أقراص وأمبولات Trental لتحسين الدورة الدموية
أعراض حصويات المرارة
لا يمكن حصر الأعراض التي يعاني منها هذا المريض حيث أن الأعراض متنوعة وكثيرة ولكن هنالك بعض الأعراض الأساسية التي يجتمع عليها جميع المرضى، فمن هذه الأعراض:
- ألم شديد ومفاجئ في منطقة البطن: يتعرض المريض لألم شديد جدًا في منطقة وسط البطن ولا يتم تخفيف حدة الألم بالمسكنات.
- ارتفاع حرارة الجسم: يعاني المريض من حمى شديدة لفترة طويلة.
- تشنجات معدية: يعاني الكثير من مرضى الحصويات من ألم في منطقة البطن وعلى الرغم من تناول الأدوية المعدية والمغلفة لجدار المعدة فإن الألم لا يزول.
- خسارة كبيرة في الوزن: يتعرض مرضى حصويات المرارة إلى فقدان جزء كبير من وزنهم بفترة زمنية قليلة.
- كما يحدث تغير في لون البراز: إن أحد أهم أعراض حصويات المرارة هو تغير لون البراز، حيث يصبح لونه أغمق من المعتاد.
- تغير لون الجلد: يميل لون الجلد إلى اللون الأصفر كما يرافق ذلك تغير لون العينين إلى الأصفر.
- كما يحدث تغير في لون البول: إن لون بول مرضى الحصويات يصبح داكن أكثر.
- آلام في العضلات والعظام: ينتشر ألم شديد في العظام والعضلات.
- اضطرابات هضمية: يعاني المريض من غثيان وقيء بشكل مستمر.
- ألم في الكتف الأيمن.
كما يمكنك قراءة: توسيستوب Tussistop شراب وأقراص لتهدئة السعال
تشخيص حصويات المرارة
لقد ذكرنا أهم الأعراض التي قد يعاني منها مريض حصويات المرارة، وفي حال كانت هذه الأعراض منطبقة عليك بالفعل يجب عليك التوجه إلى الطبيب حتى يقوم بالفحوصات اللازمة.
فعادةً ما يبدأ فحص الطبيب بسؤال المريض عن الفترة الزمنية للألم ومدى شدته، ثم يقوم بفحص سريري ويحدد المريض مكان الألم بدقة.
يقوم بعدها الطبيب باللجوء إلى التصوير الشعاعي للتأكد من صحة التشخيص، يقوم الطبيب بطلب صورة بالموجات فوق الضوئية أو صورة بالأشعة السينية.
إن صورة الأشعة السينية تتم على النحو التالي؛ حيث يتم حقن المريض بحقة وريدية بصبغة pigment تتوجه الصبغة إلى الكبد وقنوات المرارة وعندها يتم الكشف عن مكان الحصوات.
التعايش مع حصوات المرارة
لا تتطلب حصوات المرارة معالجة دائمة؛ ففي كثير من الحالات يستطيع المريض التعايش معها دون أن تؤثر بأي ضرر صحي عليه، ولكن لا بد من اتباع بعض النصائح والتوجيهات لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معها، ومن أهم هذه النصائح:
- اتباع نظام غذائي صحي: إن النظام الغذائي الخاطئ له دور أساسي في تهيج الحصويات وزيادة حجمها وألمها، لذلك سنقدم لك بعض الأطعمة التي تساعد على التعايش مع حصوات المرارة وننصحك بتجنب بعض الأطعمة.
الأطعمة المفيدة لحصوات المرارة:
- الفاكهة والخضراوات بأنواعها وخاصة الطازجة منها.
- البروتينات: توجد البروتينات في الأسماك والبيض، واللحوم، والبقوليات.
- كما هناك مشتقات الحليب: إن للحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان أثر جيد على المرارة.
- الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون والمكسرات النية والبذور.
- الألياف: توجد في أوراق الخضراوات مثل الخس والبقدونس، الشوفان.
- البروتين النباتي.
اقرأ أيضًا: فوائد البرقوق الأحمر وأضراره
الأطعمة الضارة بحصوات المرارة:
- الوجبات السريعة بأنواعها.
- الزبدة والسمنة.
- السكريات الصناعية.
- الكربوهيدرات المعالجة.
- اللحوم المصنعة.
- الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الدسم والدهون.
2. الإكثار من شرب الماء بمعدل لا يقل عن لترين يوميًا.
3. تناول وجبات غذائية صغيرة على مدار اليوم بدلًا من تناول وجبة واحدة كبيرة.
4. تخفيف الوزن باتباع نظام غذائي مع ممارسة الرياضة.
5. الاستعانة بوصفات طبيعية لتخلص منها: مثل تناول الهندباء، الشوكي، خل التفاح، عصير التفاح.
6. استخدام كمادات من زيت الخروع على منطقة الألم.
تأثير هرمونات الحمل على المرارة
لقد ثبت علميًا أن لهرمونات الحمل أثر سلبي على عمل المرارة، حيث يساعد هرمون البروجيستيرون على استرخاء أعضاء الجسم الداخلية.
لذلك فإنه يقوم بإبطاء عملها وتأخر خروج العصارة الصفراوية منها، وبذلك تتشكل الحصوات كما ذكرنا سابقًا.
ولكن في حال كانت الأم تعاني من هذا المرض في مرحلة الحمل فإن ذلك لن يؤثر على الجنين أبدًا.
إلا أن حالات الغثيان والقيء من الممكن أن تفقد الأم العناصر المهمة في جسمها وبذلك لا يحصل الجنين على تغذية كافية.
كما يمكنك قراءة: نصائح بعد عملية المرارة بالمنظار أو جراحة عادية
علاج حصوات المرارة أثناء الحمل
إن الحامل التي تعاني من وجود حصوات في المرارة تبقى بحالة قلق، حيث لا يمكن إجراء أي عمل جراحي أو علاج دوائي للحامل حرصًا على صحتها وصحة جنينها.
لذلك لا بد من إجراء بعض التدابير الأولية واللازمة لتخفيف من شدة الألم، ومن أهم هذه التدابير:
- اتباع المرأة الحامل لنظام غذائي صحي خالي من الدهون.
- ممارستها الرياضة بشكل منتظم وتحت إشراف الطبيب المختص.
- تتناول المسكنات المناسبة للحامل.
- في حالات شديدة من الممكن أن تتناول أدوية تفتيت الحصوات ولكن تحت إشراف طبيب مختص.
إذا لم تأتِ الطرق السابقة بأي نتيجة، وكانت حدة الألم شديدة جدًا؛ قد يضطر الطبيب لإجراء عملية جراحية باستخدام المنظار لتخلص من الحصوات.
مضاعفات حصوة المرارة
إن عدم معالجتها بعد تفاقم حجمها سيعود على الجسم بالعديد من الأضرار فمن هذه الأضرار:
-
التهاب القناة الصفراوية:
إن الحصوات الموجودة في المرارة إذا لم يتم تفتيتها فإن حجمها سيزيد مما سيؤدي إلى غلق القناة الصفراوية، مما سيسبب التهابها وتجمع البكتيريا والفيروسات ضمنها.
-
التهاب المرارة:
إن انسداد القناة الصفراوية يعني تراكم العصارة الصفراوية ضمنها؛ وبالتالي سيؤدي ذلك إلى التهابها وزيادة الألم فيها.
-
تلف المرارة:
ينتج تلفها من تكرار الحالة الالتهابية للمرارة وتكرار النكزات وبالتالي في حال زيادة ضغط الحصوات على جدارها سيؤدي ذلك إلى تلفها وتقلص حجمها.
-
خرّاج المرارة:
من أخطر مراحل الالتهابات فيها وهو تكون الخراج ضمنها؛ حيث لا يكفي حينها المضادات الحيوية لمعالجتها وإنما سنحتاج للقيام بعملية جراحية لاستخراج هذا الخراج.
-
التهاب بطانة البطن:
في حال لم يتم معالجة التهاب المرارة عندها ستمتد الالتهاب إلى بطانة البطن وبالتالي سيتم حقن المريض بالمضادات الحيوية وريديًا.
-
التهاب البنكرياس:
إن القناة الصفراوية تشترك مع قناة البنكرياس بنقطة قبل وصولهما إلى الأمعاء، وفي حال امتد التهاب القناة الصفراوية إلى هذه النقطة سيمتد الالتهاب إلى البنكرياس.
تعتبر هذه الحالة من أخطر مضاعفات حصوات المرارة، لذلك في حال شعر المريض بألم شديد في أعلى البطن عليه مراجعة الإسعاف فورًا.
-
انسداد الأمعاء:
في حال وصول الحصوات إلى الأمعاء سوف تسد الأمعاء وتتمزق؛ مما سيسبب نزيف داخلي يؤدي إلى انتشار البكتيريا والفيروسات داخل الجسم.
-
سرطان المرارة:
عادةً ما يكون وراثيًا لذلك فإن المرضى الذين يعانون من التهابات حادة فيها ويمتلكون تاريخًا معه يجدر بهم استئصالها قبل تفاقم الأمر.
لذلك علينا التنويه إلى ضرورة معالجتها قبل تفاقم الالتهابات وخروجها عن السيطرة لا قدّر الله.
لقد تحدثنا في مقال اليوم عن اهم الطرق التي يجب اتباعها من أجل التعايش من حصوات المرارة، وبينا الخطر من عدم معالجتها أملين لكم دوام الصحة والعافية.
