معايير التفكير الناقد: نقاط هامة وأسس مُتبعة
يبحث الكثيرين من المتخصصين عن معايير التفكير الناقد، حتى يتسنى لهم إيجاد ضرب التوضيح لهذه المعايير، والانتقاء الصافي للتفكير الناقد بحد الوضوح والصدق.
وهذه المراحل تعتبر من مراحل التفكير الناقد الهامة، والتي يجب الوصول لها لكن قبلها يجب معرفة مهارات التفكير الناقد ودراسة معايير التفكير الناقد بعمق.
وهنا في موقعنا كنوز نقدم لكم سلسلة متكاملة عن التفكير الناقد وكل مراحل التفكير الناقد المطلوبة فقط تابعوا معنا.
معنى التفكير الناقد
التفكير الناقد فكر سلسل لكنه يحتاج إلى توضيح دقيق، وقد وضع له حتى الأكثر أكثر من تعريف ومفهوم مختلف من قبل الفلاسفة والمفكرين. لكن تقف أبرز التعريفات وأشملها لهذا التفكير الناقد في نِقَاط واضحة.
حيث يعرف الفكر الناقد بأنه نوع من التفكير الإنساني يعتمد كلياً على طريقة الفكر العقلاني والتحليل الوجداني ويعتمد على أسلوب معين يطلق عليه الشك المتحيز وهو بذاته الأسلوب الفعلي للتفكير.
وبهذا التعريف يمكنك استنباط طريقة التحليل العقلاني التي يعتمد عليها التفكير الناقد بأنها إعادة تقييم وصياغة الحقائق والأدلة من خلال عملية منظمة تتبع عدة خطوات متتالية مع تطبيق حريص لأسس ومعايير معينة
معايير التفكير الناقد مهارات حياتية
يعتمد التفكير الناقد على عدة معايير ثابتة يتخذها المفكر من أجل الوصول إلى النتيجة المرجوة. وقد تم تصديق العلماء والمفكرين بعد طول بحث وتفكير على هذه المعايير الثابتة في التفكير الناقد السليم، وهذه المعايير هي:
- الدِّقَّة
- الوضوح
- صحة العبارة
- العمق
- الربط
- المنطق
- السَّعَة
- المغزى
- الحيادية
الدِّقَّة: جميعاً يعرف أن خير نجاح يصل له الفرد يحتاج من عمره دِقَّة وتركيز، كذلك النتائج الدقيقة لا تقارن بسوالفها العشوائيين، لتلك الدِّقَّة معيار هام من معايير التفكير الناقد وتحتاج من المفكر همة وذكاء ووعي زائد حتى يحققها.
الوضوح: أسلك طريق الإنارة ولا تخف، هذا تعبير مجازي عن مدى ثقة الفرد في المفردات والطرق الواضحة له والمبينة أمام عينيه، لذا كلما كانت معاييرك الخاصة في تحليك العقلاني واضحة كلما كنت على طريق الصواب ولا تخاف.
صحة العبارة: حاول قدر الإمكان ألا تزايد في الأسلوب العلمي، ولا تضع فيه عبارات مجازية وأساليب سجعية فقط ركز على صحة العبارة وخلوها من أي تشابه.
الربط: هو التزامن المحبب والمطروح بعقل حول العِلاقة الوطيدة بين التفكير حول قضية ما والسؤال المراد الإجابة عليه خلف دراسة القضية، احرص على سلامة وصحة الربط بينهم فلا حاجة لقضية تنقطع صلاها بالسؤال المراد الإجابة عليه!
العمق: ادرس مشكلتك جيدا. وأعرف كل جوانبها وأصولها وتعمق في جذورها حتى تعرفها جيدا لأن معايير التفكير الناقد العمق هي أهم سبل الوصول إلى طريقة تفكير ناقد سليم.
المنطق: هو ما تحدثني به عن نتائجك في تفكيرك الناقد لكن بشرط أن يكون مرتب ومنظم وواعي وبه أفكار متسلسلة ومرتبة ومترابطة ببعضها جيداً.
السعة: وهي تختص بمدى وسع طاقة وفكر المفكر الباحث عن حل للمشكلة، فهذا البحث يحتاج منه سَعَة صدر كبيرة وطويلة.
المغزى: هو خلاصة النتائج والفائدة التي وصل لها في الموضوع.
الحيادية: هي أساس قيام الفكر الناقد وبدون هذا المعيار لا فائدة من الأمر، يجب أن يكون كل مفكر حيادي أمام كل البحوث والمعلومات التي تعرض عليه حول القضية المطروحة موضع النقاش.
من خطوات التفكير الناقد
إن من أهم مراحل التفكير الناقد هي وجود خطوات مدروسة للمتعلم يتبعها حتى يرسى بها إلى التفكير الناقد الصحيح، لهذا نقدم لكم مجموعة من خطوات التفكير الناقد الهامة
- دراسة الموضوع المطروح من كل الجوانب وجمع كافة المعلومات عنه والبحوث المدروسة حوله.
- معرفة كل الآراء حول الموضوع المطروح سواء كانت قديمة أو حديثة.
- تحديد نوعية الآراء واتخاذ الصحيح منها ومعرفة الغير صحيح خلال المناقشة والبحث.
- في حالات الآراء المتضادة عليك أن تختار كم هي نقاط الضعف والقوة بين كلا من الرأيين المتضادين.
- البعد التام عن التحيز والتمييز خاصة حول الآراء والنتائج المتوصل إليها.
- التأكد من وجود حِجَّة قوية على رجاحة الرأي المختار.
- إذا تطلب الأمر المزيد من البحث والمناقشة، لا ضرار من ذلك حتى الوصول لأفضل النتائج من البحوث والمعلومات المسبق مراجعتهم.
ما هي صفات المفكر الناقد؟
سؤال وجيه..
ولا يمكن إنهاء مقال متكامل عن معايير التفكير الناقد دون ذكر صفات المفكر الناقد، والغوص التام في التأكد من وجود كل الصفات في الشخص المفكر.
لهذا نوضح هنا ماهي صفات المفكر الناقد حتى يكمل معايير التفكير الناقد وينفذها.
المعرفة
المعرفة هي أهم صفة يجب توافرها في المفكر الناقد، لأنه بدونها لا شيء، فأي مفكر قوي قادر على ممارسة الفكر العقلاني دون وجود سابقة معرفة بالأمر؟
المعرفة تفتح أفق أوسع في الفكر، وتنمي أفاق أعلى في التفكير ودراسة الأمور مما يجعل المفكر في مستوى عالى قادر به على تحليل القضايا وممارسة التحكيم من خلال التفكير الناقد السليم.
الفضول
الفضول هو غريمة المفكر الناجح، فمن لا يملك الفضول في شخصه يفقد شغف الود بالمعرفة والمستحدث.
وذلك ينطبق بشدة على الشخصية المفكرة التي تحتاج إلى الفضول في معرفة كل جديد، ودراسة كل بحث، وفهم كل مستجدات الأمور في العالم، والمحيط الموجود من حوله حتى الأشخاص يشعر بالفضول تجاههم ويرغب في دراسة شخصياتهم.
الوعي
إن الوعي من السمات البشرية الهامة في المفكر الناقد لأن الوعي يجعله شخص مدرك لكل ما هو حوله مما يساعده بشدة في تنمية مهارات التفكير الناقد.
كذلك الوعى يدفعه إلى معرفة مداخل الأمور، فلا يكتفي بالظاهر ويبحث أكثر عن الباطن وما يخفيه.
الجدية
مثلما قلنا في تعريف التفكير الناقد أنه تحليل عقلاني لكل شيء، لهذا يلزم له الجدية في العمل والنية، فلا يصح ترك الأمر فيه للهوى فقط.
اتخاذ القرارات بحسم وصلابة
يحتاج المفكر الناقد من أجل أن يطبق معايير الفكر الناقد بصورة صحيحة إلى الحسم في اتخاذ القرارات والتأكد من اتباع استراتيجية التفكير الناقد بصورة جدية وحاسمة خالية من المشاعر وتعتمد كلياً على البحوث والمعلومات فقط.
التعاطف
من صفات المفكر الجيد أن يدرك التناقض البشري الموجود في الإنسان وأن يتعامل مع كل شخصية حسب طريقتها وظروفها المناخية والبيئية التي عاشت فيها، وهذا ينبع لديه من خلال التعاطف وهو صفة هامة من صفات المفكر الناقد.
الليونة
يحتاج التفكير الناقد إلى الليونة في عمل المفكر حتى يستطيع أن يتقبل كل الآراء المعروضة عليه ويدرسها بصورة جيدة ويراجع عليها ويضع تقييم لها.
رغم كل ما سبق في الحديث عن معايير التفكير الناقد وإيضاح مدى سلاسة الأمر، إلا أن هناك معوقات التفكير الناقد التي تعرقل الطريق وتغيير المسار وهذا شرح آخر انتظروا الحديث عنه منا في المقال القادم بإذن الله.