الكذب عند الأطفال: أسبابه وطرق علاجه بالتفصيل

يمر الأطفال في مرحلة الطفولة بالكثير من المواقف التي تعمل بعد ذلك على تشكيل الكثير من صفاتهم طوال الحياة، لذا فإنه من الواجب على الوالدين أو مقدمي الرعاية للطفل الانتباه جيدًا.

لما يصدر من الطفل من تصرفات وفهمها وتشجيعه على الصفات الجيدة وتقويم الصفات السيئة.

من هنا يجب أن نعرف ما هو طبيعي في كل مرحلة عمرية للطفل وما هو غير طبيعي، ونعرف السبب الذي دفع الطفل لارتكاب الأخطاء وكيفية التعامل معها بطريقة سليمة حتى لا تشكل مشكلة سلوكية لدى الطفل.

ولعل من أكثر تلك الأفعال السيئة التي يرتكبها الكثير من الأطفال هي الكذب، فهل الكذب طبيعي في مرحلة معينة؟

وإن كان فيكيف يمكن التعامل معه بطريقة صحيحة…

وإن كان غير ذلك فما السبب الذي جعل الطفل يلجأ للكذب وما هي الطرق التربوية السليمة لتقويم هذا السلوك؟

كل هذا ما نوضحه لك بالتفصيل في هذا المقال.

الكذب عند الأطفال: مرحلة نمو أم خلل تربوي

في السنين الثلاث الأولى من عمر الطفل يبدأ وعيه في التشكل من خلال التعرف على العالم الخارجي.

ومن هنا يبدأ في تخيل الكثير من المواقف ليبدأ فيفرض شخصيته على العالم الخارجي، بمعنى أن الطفل صاحب الثلاث سنوات قد يلجأ للكذب وتأليف قصة لا أساس لها من الصحة.

بهدف جذب الانتباه إليه وكأنه يقول للأفراد المحيطة به أنه موجود لديه ما يحكي عنه ويتقاسمه معهم من أحداث.

في تلك المرجلة العمرية من عمر الطفل، لا يمكننا أن ننعت الطفل بصفة الكذب، هو فقط لديه خيال واسع، ولكن يبقى السؤال عن الطريقة الصحيحة التي يجب أن نتعامل معه بها.

الطريقة الصحيحة هي أن نشعر الطفل بالاهتمام ونتعامل معه بطريقة صحيحة، نشجعه عندما يفعل أي فعل صحيح حتى يتعزز لديه الشعور بأنه مرئي وموجود وهناك من يقدره فلا يضطر للكذب.

الأمر الثاني، هو عدم نعته مطلقًا بأنه كاذب لأن هذا ينقل إليه شعور بالخطأ الذي أم يرتكبه مطلقًا، بل يجب عدم مجاراته فقط في الحديث وعدم تقديم الانتباه الشديد له حتى لا يقوم بتكرار الفعل لجذب الانتباه إليه.

لكن ماذا إن بدأ الطفل الأكبر والواعي بأن ما يقوله ليس صحيح وأنه يختلقه بوعي كامل أو يسر أحداث هو يعلم يقينًا أنها لم تحدث، هنا يجب معرفة أن الطفل يكذب، فلماذا يلجأ الأطفال إلى الكذب؟

اقرأ أيضا: وجبات صحية للأطفال

ولد ينظر إلى الخبز
ولد ينظر إلى الخبز

أسباب الكذب عند الأطفال

  1. تقليد المحيطين به: يسعى الطفل دائمًا إلى تقليد الكبار وتتبع تصرفاتهم، فإن كنت تكذب أمام طفلك سواء بعدم الالتزام بوعودك معه أو مشاهدته لك وأنت تكذب مع غيره، فإن هذا يعزز داخله شعور بأن الكذب من شيم الكبار ولا يوجد ما يمنعه.
  2. تعويض الشعور بالنقص: هناك الكثير من التصرفات التي يرتكبها الآباء وتتسبب في شعور الطفل بالنقص، لعل أشهرها خو مقارنة الطفل بغيره بصورة دائمة والتركيز على تصرفاته الخاطئة والتحدث عنها أمام الآخرين، يلجأ ذلك الطفل إلى  تعويض شعور بانه أقل من غيره بالكذب بهدف تحسين صورته وإرغام الجميع على تقديره.
  3. الدفاع عن النفس: واحدة من اهم الغرائز الفطرية لدى الإنسان هو حماية نفسه ضد أي خطر بما فيها الخطر النفسي، يلجأ الكثير من الأطفال إلى الكذب بسبب شعورهم المستمر بعدم الأمان وبالتهديد من قبل ذويهم، فلا يأمن الطفل رد الفعل تجاهه إذا ارتكب أي خطأ فيلجأ للكذب ليمنع عن نفسه العقاب.
  4. الكذب الدائم على الطفل: يمكن أن يكون الكذب عند الطفل بسبب اعتقاده أن هذا أمر طبيعي ولا يمكن أن يطاله أي ضرر منه بسبب كذب الوالدين الدائم على الطفل.

اقرأ أيضا: علاج ضعف التركيز وتشتت الانتباه عند الأطفال

أنواع الكذب عند الأطفال

  • الكذب الخيالي: وهو ما يقوم به الأطفال دون سن الخامسة، فهم يتخيلون مواقف وقصص غير حقيقة ويتكلمون عنها وكأنها حقيقة فالأطفال في هذه المرحلة العمرية لا يفرقون بين الخيال والحقيقة.
  • الكذب الانتقامي: ويكثر ذلك النوع من الكذب في حالات التفريق بين الطفل وأخوته أو مقارنته الدائمة بغيره، يكذب الطفل في تلك الحالة ليكسب الحب والاحترام والقبول الذين لا يلقاهما في الأوضاع العادية.
  • الكذب الدفاعي: يلجأ بعض الآباء إلى عقاب أطفالهم بشدة مهما كان الخطأ المرتكب بسيط ويمكن تداركه، يخاف الأطفال من ذلك بالطبع ولا يفهمون فيلجؤون للكذب، يكذب الطفل هنا للدفاع عن نفسه وتجنب العقاب خاصة إذا كان العقاب غير متوافق مع الخطأ وفي حالات كانت ردة الفعل عنيفة من الآباء.
  • الكذب الادعائي: هنا يدعي الطفل عن نفسه أمورًا غير حقيقة لتعويض شعوره الداخلي بالنقص.
بنتان تتهامسان
بنتان تتهامسان

علاج الكذب عند الأطفال

يمكن تجنب العقاب من تجنب الأسباب التي تجعل الطفل يلجأ إليه ويمكن أن نوجز بعضها في النقاط الآتية:

  1. تجنب العقاب على الأخطاء: لا بد أن يترسخ داخل الآباء أن الأطفال لا يفرقون بين الصواب والخطأ في سنهم الصغير، وأنهم لا يعرفون قواعد عالمنا إلا من خلالنا، فلا معنى لدرة الفعل العنيفة على أخطاءهم فإن هذا لا يجعل الأطفال أفضل بل يخلق أطفالًا خائفين من التعامل مع الحياة، ويؤثر عليهم سلبًا من الناحية السلوكية.
  2. تجنب الكذب أمام الأطفال: بالطبع الكذب صفة سلبية في كل زمان ومكان، ولكن على الأقل تجنب الكذب أمام أطفالك ولا تكذب عليهم مطلقًا حتى لا تصبح تلك الصفة مكتسبة منك.
  3. عزز ثقة الطفل بنفسه: اعط طفلك حب غير مشروط وساعده على تقبل نفسه وعيوبه حتى لا يسعى إلا تعويض قيمته بالكذب.
  4. اعمل على تقوية الجانب الديني: لا تلجأ لتخويف الطفل من عقاب الله في النهي على الكذب حتى لا تتسبب له في خوف ونفور من تعاليم الدين، بل الجأ إلى ترغيبه في الفوز برضا الله.
  5. تقديم الرعاية النفسية: يغفل الكثير على أهمية الرعاية النفسية للطفل ويكتفي المعظم بتوفير المتطلبات الأساسية للحياة من مأكل وملبس ومسكن، وعلى الرغم من أهمية تلك المتطلبات إلا أنها لا تكفي لخلق شخص سوي أخلاقيًا إلا بتقديم الرعاية النفسية السليمة.
  6. توفير حياة أسرية سليمة: تجنب الخلاف مع الشريك أمام الأطفال لتوفير حياة نفسية مستقرة للأطفال.
  7. عدم اللجوء لإجبار الطفل: بالطبع يجب تعود الطفل على وجود التزامات وواجبات، لكن لا تجعل الأخبار هو أسلوب التعامل بينكم، حتى لا يلجأ للكذب للتخلص من تلك الضغوطات.

اقرأ أيضا: نصائح لاختيار ملابس طفلك في الشتاء

في النهاية ننوه أنه أيًا كان سلوك طفلك سيء فلا يجب إطلاقًا معايرته بهذا السلوك أو تعريف الآخرين به لأن هذا مما يسبب تأثير سلبي على الطفل وسلوكه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *