علاج ضعف التركيز وتشتت الانتباه عند الأطفال
تقرير مفصل حول علاج ضعف التركيز وتشتت الانتباه عند الأطفال من أكثر الأشياء التي تضع الأهل في حيرة وقلق، لذلك سنحاول في مقال اليوم توضيح جميع جوانب الأسباب التي قد تؤدي لذلك وتقديم الطرق المناسبة للعلاج.
ضعف التركيز عند الأطفال
عادة ما يتم ملاحظة وجود ضعف تركيز عند الأطفال عند مقارنتهم مع الكبار والبالغين ولكن هذا ليس بالأمر الصحيح.
حيث إن دماغ الأطفال لا يمتلك الميزات والتطور الذي يمتلكه دماغ الكبار وهذا ما لا يسمح بالمقارنة بينهم.
كما أن قدرة الأطفال على التركيز لا تزيد عن ساعة، فلذلك هم بحاجة دائمة للحصول على راحة واستراحة بين الدروس وحتى في أوقات اللعب.
ولكن هذا لا ينفي أنه في كثير من الحالات قد يعاني الطفل من ضعف تركيز ويلاحظ ذلك عادة أثناء حضوره لحصة مدرسية وغالبا ما يستوجب الأمر زيارة الطبيب.
أعراض ضعف التركيز عند الأطفال
يتم عادة ملاحظة هذه الأعراض من قبل الأم أو المعلمة، حيث يعاني الطفل من:
- صعوبة التركيز عند مشاهدته لبرنامجه الكرتوني المفضل، ويظهر هذا بعدم متابعته بشكل متواصل.
- تشتت انتباهه عند متابعته لدروسه مع زملائه.
- تغير الحديث عندما تخوضين معه بنقاش ما.
- النسيان المتكرر للأحداث المهمة.
- عدم الاندماج مع المعلم أثناء شرح الدرس.
- عدم اللعب لفترات متواصلة كباقي الأطفال.
- وجود صعوبة في متابعة الدروس وحدهم دون الاستعانة بأحد.
أسباب عدم التركيز عند الأطفال
هنالك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يعاني من تشتت دماغي وصعوبة في التركيز نذكر أهمها:
المشاكل النفسية
1.الاكتئاب: تحدثنا في مقال سابق عن الاكتئاب عند الأطفال وبينا مدى خطورة ذلك على الطفل، حيث إن الاكتئاب يجعل الطفل كثير الشرود وقليل التركيز والانتباه وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على تحصيله العلمي.
2.عدم النوم لمدة كافية: إن عدم حصول الطفل على كمية كافية من النوم ستجعل منه طفل قليل التركيز، حيث يحتاج جسم الطفل للنوم بين 10 و 12 ساعة يوميًا.
كما أن قلة النوم تؤثر على القدرات العقلية والجسدية للطفل، كما أنه لا ينصح أبدًا بالسهر للأطفال فهو مضر بالصحة ويمنع الجسم من النمو بالشكل الصحيح.
إن ساعات النوم الصحية للطفل تبدأ من الساعة الثامنة للساعة العاشرة، أما بقاء الطفل مستيقظًا بعد هذه المدة يعتبر خطيرًا له ولصحته.
٣. الشعور بالقلق: إن عدم شعور الطفل بالأمان والراحة في بيته ومدرسته تجعل منه طفل قليل التركيز والانتباه.
لذلك فإن وجود الطفل في بيئة يسودها النزاع والخلافات أو تعرض الطفل للتعنيف والضرب يؤثر سلبًا على قدراته العقلية ويشتت انتباه ويضعف تركيزه.
المشاكل الصحية
1.فقر الدم: على الرغم من أن الأمر قليل الحدوث؛ إلا أنه لا بد من الإشارة إليه، إن إصابة الطفل بفقر الدم في سن مبكر يؤثر بشكل مباشر على أداء دماغه ويخفض من قدرته على التركيز.
٢. نقص التغذية: إن نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم يؤدي لتناقص قدرة الدماغ على القيام بوظائفه ويزيد من خطورة إصابة الطفل بضعف التركيز والتشتيت.
٣. الغدة الدرقية: انتشر في الفترة الأخيرة إصابة الأطفال بأمراض الغدة الدرقية بصورة كبيرة وهذا ما يزيد من خطورة إصابتهم بضعف التركيز.
كيف يتم تشخيص وجود فقدان التركيز
يتضمن تشخيص فقدان التركيز من قبل الطبيب المختص، وذلك بمعرفة طبيعة عمل المريض ونوع دراسته، وعن نظام غذائه.
كما من المهم معرفة إذا ما كان هناك تاريخ سابق مع العائلة بفقدان التركيز، ويتم بعدها طلب تحاليل من قبل الطبيب.
وبهذا يستطيع الطبيب التشخيص بشكل واضح، وقد يكون السبب من تحليل الدماغ من أجل التأكد من وجود خلل في الوظائف الحيوية عند الطفل أو ما إلى ذلك.
و يتم ذلك عن طريق التصوير المقطعي، أو إجراء تخطيط للدماغ من أجل الاستطاعة من رؤيته بشكل كامل، بالإضافة لتحاليل الدم التي تفيد في معرفة مدى التركيز وتقييم مستوى الهرمونات.
من أهم ما تبحث عنه الأم من أجل تقديم المساعدة له ورفع قدرته للحصول على نتائج دراسية أفضل.
من أفضل الأطعمة الصحية التي تدعم الذاكرة والدماغ هي:
السمك: يعتبر السمك من الأغذية الغنية بأوميغا 3 الذي يعتبر الداعم الأول للذاكرة، لذلك فإن تناول الأطفال للسمك سيزيد من قدرتهم على التذكر والتركيز.
يجب إضافة السمك للنظام الغذائي بمعدل مرتين أسبوعيًا، كما يمكن تعويضه للأطفال الذي لا يحبونه عن طريق تناول حبوب زيت السمك المشهورة في الصيدلية.
الشوكولا: إن احتواء الشوكولا على فيتامين E جعل منها غذاءً مهمًا للتركيز، لذلك يجب تناولها من قبل الأطفال ولكن بكميات قليلة، كما أن مادة الكافيين التي تحتويها يساعد الطفل على التركيز بصورة أكبر، كما تتميز الشوكولا الداكنة بامتلاكها مضادات الأكسدة.
الحبوب الكاملة: إن الدماغ بحاجة إلى كمية دم كبيرة من أجل القيام بمهامه، فهو مسؤول عن كامل الجسم، وأي غذاء يساعد على زيادة وتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ سيساعد على تخطي مشاكله.
مثل علاج ضعف التركيز وتشتت الانتباه، ومن بين هذه الأغذية هي الحبوب الكاملة، كالتي موجودة في الافوكادو.
لذا ستساعد الحبوب الكاملة على علاج هذه المشكلة.
أعشاب تساعد على معالجة اضطراب الانتباه عند الطفل
لحاء الصنوبر: إن للصنوبر أهمية كبيرة في زيادة مستوى التركيز عند الكبار والصغار
ويتم الاستفادة منه عن طريق غلي لحاء الصنوبر جيدًا في الماء والانتظام في شرب هذه المياه، كما أن لها دور في زيادة هدوء الطفل والتقليل من ردوده الانفعالية.
النعناع والبابونج: إن صنع شاي النعناع والبابونج اللذيذ لطفلك سيزيد من قدراته الإدراكية ويزيد من تركيزه أثناء الدراسة.
كل ما عليكِ هو غلي كمية كافية من الماء ثم إضافة كميات متساوية من النعناع والبابونج وتركها حتى تبرد قليلًا لتكون آمنة على طفلك.
اقرأ أيضا: علاج النسيان وعدم التركيز
يجب أن يواظب الطفل على هذا الشاي لمدة طويلة حتى تلاحظي الفرق بنفسك.
نبات الجنكة: يتميز نبات الجنكة بقدرته على التأثير بوظائف الدماغ؛ حيث يزيد من ذكاء الطفل وقدراته التعليمية، فهو يحمي الطفل من التشتت والارتباك.
الشوفان الأخضر: في حال كان طفلكِ كثير الحركة والغضب وهذا هو السبب بعدم تركيزه؛ فعليكِ الاعتماد على الشوفان الأخضر ليزيد من هدوئه وانتباهه.
دور الأم في معالجة عدم التركيز عند الطفل
إن الحالة النفسية والمرضية التي يعاني منها الطفل يكمن حلها الأول بدور الأم في التعامل معها، فالأم هي الباب الأول لشفاء طفلها.
ويعود ذلك لدورها في الاهتمام به ورعايته، لذلك هذه بعض النصائح الفعّالة التي تساعد الأم للتخلص من اضطراب التشتت والانتباه عند الطفل.
إلغاء الأجهزة الذكية: إن تعامل الطفل مع الأجهزة الذكية يقلل من قدراته العقلية ومحصلاته العلمية وخاصة في السنوات الأولى من عمره.
فالأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية قبل عمر الخمس سنوات حصلوا مستقبلًا على تحصيلات دراسية أقل من الأطفال الذين مُنعوا من استخدامها.
كما أن للهواتف الذكية أثر سلبي على نفسية الطفل؛ فغالبًا ما تمنعه من التفاعل مع محيطه، لذلك إن كنتِ حقًا حريصة على طفلك أبعدي عنه هذا السم البطيء القاتل.
اتباع نظام غذائي صحي: إن الأم هي المسؤولة الأولى عن طعام الطفل لذلك يجب عليها أن تختار له وجبات صحية صنعت في المنزل بكل حب وتبعده عن الوجبات السريعة والملونات.
النوم: كما ذكرنا في مقالنا فإن للنوم أثر مهم على مستوى تركيز الطفل، لذلك فإن الأطفال الذين ينامون مبكرًا ويستيقظون مبكرًا يتمتعون بتركيز وقدرات أعلى من الأطفال الآخرين.
ويعود ذلك لدور الأم في الدرجة الأولى؛ حيث يجب عليها اتباع نظام صارم في نوم الطفل لأن هذا سيحميه من أمراض ومشاكل كثيرة.
تغير طرق التعامل مع الطفل: إن العائلة هي العنصر الأول الأكثر تأثيرًا بالطفل، لذلك فإن أي رد فعل من الطفل يكون ناتج عن فعل تعرض له في المنزل أو في المدرسة أيضًا.
لذلك يجب على الأهل والأم خاصة التعامل مع الطفل بهدوء والاستماع لمشاكله من أجل العثور على حل لها مبكرًا قبل فوات الأوان.
الطبيب النفسي: يحتاج الأطفال الذين يعانون من أزمات منزلية لزيارة الطبيب النفسي من أجل التغير من سلوكياتهم والتقليل من الأثر النفسي الذي تعرضوا له.
لقد تحدثنا في مقال اليوم عن علاج ضعف التركيز عند الأطفال، وبينّا دور الجو المحيط بالطفل في ذلك، آملين من الله أن يحفظ لكم ثماركم ويرشدكم للطريق الصحيح للتعامل معهم.